البحث عن أدوية وعقاقير، بل وأغذية ومشروبات لزيادة المناعة أصبح الشغل الشاغل للكثيرين خاصة لحماية الصغار من الأمراض، في حين أن هناك أمورا أخري تزيد من المناعة وغالبا لا يلتفت إليها ومنها النظافة وصفاء الذهن.
والمناعة هي قدرة الجسم علي مقاومة الآثار الضارة الناجمة عن الميكروبات والأجسام الغريبة الأخري وبالتالي مقاومة الأمراض المحتملة التي قد يتعرض لها جسم الإنسان، لأنها تكون أجساما مضادة تتعامل مع الميكروبات مرة واحدة ثم تقوم بعد ذلك بحماية الجسم عند الإصابات التالية بنفس الميكروب.
وتقول د.هبة سامي شكري مدرس فسيولوجي بكلية الطب قصر العيني أن التحكم في الوزن وإتباع العادات الصحية السليمة في النظافة من العوامل التي تؤدي إلي تقوية الجهاز المناعي، كما أن الحالة الذهنية للإنسان لها دور كبير في تقوية مناعته، وقد أثبتت الدراسات أن الضغوط النفسية تزيد من إفراز هرمون الكورتيزون داخل الجسم الذي يقلل من كفاءة الجهاز المناعي، وهناك العديد من الأبحاث تشير إلي أن التعرض للضغوط النفسية يؤدي إلي قلة إنتاج الأجسام المضادة، كما وجد أيضا أن العزلة والإنطواء وعدم مشاركة الناس الحديث تقلل من كفاءة الجهاز المناعي وإنتاج كرات الدم البيضاء التي تحارب البكتريا والفيروسات، بالإضافة إلي أن النوم عدد ساعات كافية بشكل منتظم أثناء الليل يخفف من الضغوط النفسية ويساعد الجسم علي إفراز هرمون الميلاتونين المضاد للأكسدة ويحسن النظام المناعي في الجسم.
وأوضحت أن من الطرق التي تزيد قدرة الجهاز المناعي الأروماثيرابي هو العلاج بالروائح الذي يساعد علي قلة التوتر، ويكون بإستخدام الزيوت، مثل شجرة الشاي والكاموميل واللافندر، ويمكن وضع هذه الزيوت في ماء الإستحمام أو إستخدامها في المساج مما يساعد في تحسين الدورة الدموية وعلي الإسترخاء وإستنشقاؤها يجعل الإنسان هادئا، كما أنها تزيد من قدرة الجلد المناعية الذي يجب الإهتمام به لأنه يعتبر من الحصون التي تقي الجسم من العدوي، وأن من أهم العناصر التي تحافظ علي جهازنا المناعي هو الغذاء الصحي المتوازن الذي يحتوي علي كل العناصر الغذائية من البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن بنسب متوازنة وإتباع الإنسان لكل ما هو مفيد من العادات الغذائية مثل الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة بأنواعها لإحتوائها علي العديد من العناصر الغذائية والمكسرات لأنها تحتوي علي البروتينات والماغنسيوم، والأسماك لإحتوائها علي الزنك الذي يعمل علي إنتاج خلايا الدم التي تحارب العدوي، والزبادي والألياف وعيش الغراب، مع زيت الزيتون والثوم بما يحتويه من مضادات الأكسدة.
وتؤكد د. هبة أنه من الضروري الإبتعاد عن الدهون المشبعة بأنواعها والنشويات بنسب كبيرة خاصة البطاطس المحمرة، والإقلال من تناول السكريات وشرب المياه الغازيه والعصائر حيث وجد أنها تبطئ من نشاط كرات الدم البيضاء في مهاجمتها لتحطيم الميكروبات، كذلك التدخين بما ينتجه من شقوق حرة تحطم الخلايا المناعية في الجسم، كما أشارت إلي أهمية ممارسة الرياضة البسيطة وخاصة المشي من20 إلي30 دقيقة يوميا والتعرض لأشعة الشمس غير المباشرة التي تعمل علي تكوين فيتامين د، وأن الإكثار من شرب الماء يعمل علي ترسيب الأغشية المخاطية التي تبطن الجهاز التنفسي.. كل ذلك يساعد علي إنتاج الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء مما يقوي أداء الجهاز المناعي.
وفي النهاية تؤكد أهمية الرضاعة الطبيعية لأنها تمد الطفل بالعناصر الغذائية الرئيسية، وأن تدليله وإحتضانه عند البكاء يقوي جهازه المناعي ويساعده علي مقاومة الأمراض.
الكاتب: مني الشرقاوي.
المصدر: موقع صيد الفوائد.